نهضة العلويين

 

أصاب العلويين في شتى ميادين حياتهم ركود قلما سلمت منه فرقة من الفرق, في ادرار تاريخها, و لكن ربما كان فيهم أبعد مدى و أبلغ أثراً, إذ لبثوا في انكماشهم أجيالاً طوالا تعصف بهم رياح المظالم و تعدو عليهم غوائل الأيام و عوادي السنين, تتنازعهم ثلاثة أدواء فتاكة كل واحد منها كفيل بأن يقضي على أية فرقة فكيف بها مجتمعة فيهم, حاكم مضطهد, و مجتمع ناقم, و جهل شامل, إلى أن بعث الله سبحانه فيهم من أنفسهم رجال إصلاح و قادة تفكير أحسوا بما هم فيه و عليه من سوء الحال و شعروا أن الباعث الرئيسي على ما وصلوا إليه هو ابتعادهم عن المدينة و انفرادهم عن المجتمع, فبثوا في أبناء الشعب روح اليقظة و حببوا إليهم العلم, و كرهوا إليهم الجهل و حاربوا فيهم الأمية, في نفوسهم أشعة أنوار الحياة خيوطاً دقيقة تكاد لا ترى بالعين المجردة, ثم أخذت تلك الخيوط تتضح فتجلو غشاوات الأبصار و ظلمات البصائر بفضل سهر أولئك المصلحين على مصالح الشعب و عملهم لرفع مستواه.

ففي أوائل القرن الثالث عشر(هـ) اتصل صاحب الفضيلة المغفور له الشيخ (سلمان بيصين) اتصالاً وثيقاً بإخوانه الشيعة في جبل عامل  و تراسلوا بالأشعار و القوافي و تبادلوا الكتب و الرسائل التي تفوح بعبير الود و تنضح بندى الولاء, و تنطق بصادق الحب و الإخاء, و تفيض برقيق الشعور و العاطفة و تفصح بلسان الشكوى و المعاتبة (و المعاتبة مصغاة القلوب)عما يحسون به جميعاً من آلام الجفوة و القطيعة, و من تلك المراسلات الكثر ما جاء في إحدى قصائد (الشيخ سلمان) الاستشفاع بالنبي الكريم و الأئمة الطاهرين قوله مخاطباً رسول شوقه إلى إخوانه العامليين:

 

و قل لهم يا موالي آل حيدرة         قاطعتمونا بلا ذنب و معــــــــذرة

عاتبتمونا بأخبار مموهــــــة         بلا دليل لكم فيها و لا ثقــــــــــــة

                    إني أجيب فما للعتب من سبب

 

هل من دعانا وأنتم يوم دعوته      ينبي بأنا خرجنا  عن مودتـــــــــه

أم جاءكـــم عن مواليه وعترته     أم سيد الرسل أوصى ضمن حكمته

                   حضاً على بعدنا في باطن الكتب

ألية برسول الله ذي العظـــــم          محمد المصطفى المبعوث للأمم

والمرتضى ونبيه سادة الحرم         إلى المرجى بيوم الفوز و النقــم

                   نحن و أنتم سوا في البعد و القرب

فيجيبه أحد إخوانه الإماميين مبتدئاً بالترحيب بقصيدته فيقول:

 

أهلاً بمن أقبلت تعلو على زحــــــــل           فاقت لبدر الدجى و الشمس في الطفل

جاءت تميس كغصن البان في الميل           من فتية دينهم حب الإمام علـــــــــــي

                          السيد الماجد المولى و ذي الرتب

تشير بالحب و الإخلاص صادقـــــة          و في محبتنا و الود ناطقـــــــــــــــــــة

لأنها لبني الزهرا مواليــــــــــــــــة          و الجبت تشنيه و الطاغوت ماقتــــــــة

                        حقاً يقيناً بلا شك و لا ريب

ثم يستطرد إلى الإستعطاف و التودد فيقول:

 

و قد ذكرتكم بأنا لا نحبكـــــــــــــــــم            و ترمقونا و نحن لا نودكـــــــــــم

و كيف ذا و مقر الروح عندكــــــــــم            و أنتم الغاية القصوى و قربكــــم

                   يطفي أوام الجوى مع شدة النصب

لكن حكم النوى أسدى إلينا جفـــــــــا          و القلب بالشوق من ألم البعاد هفا

و الطرف من أجلكم ما ذاق طعم غفا          و الجسم من بعدكم ما حل فيه عفـا

                  إذ أنتم القصد لا بل غاية الطلـــب

هذا غيض من فيض مما تضمنته تلك الرسائل الكثر المفعمة بروح الإخاء و الولاء.

 

و في منتصف القرن الثالث عشر (هـ) كان ممن جاهدوا في الله حق جهاده, و عملوا لمداواة النفوس من ادواء الضعف و الجهالة, صاحب الفضيلة, المغفور له (الحاج معلا) الذي حج إلى بيت الله الحرام, فشق للعلويين طريقاً كانت مستعصية عليهم في تلك الآونة, و استحضر أحد خريجي الجامع الأزهر لتلقّي تجويد القرآن الكريم على يديه و تعلم بعض قواعد اللغة منه, على طريقة الأجرومية و شرحها للكفراوي و ألفية ابن مالك و غيرهما, و بنى جامعاً في قريته التي عرفت فيما بعد باسمه (بيت الحاج), و استنهض الهمم لبناء الجوامع و إقامة الشعائر الدينية و بعث في أبناء هذا الجيل روح الشجاعة لإعلان تعاليم الشريعة السمحة التي كانوا يقيمونها سراً داخل بيوتهم, و حارب فيهم ذلك الخوف الموروث من مظالم الأجيال الرهيبة التي مرت بهم, يشد أزره و يدعم فكرته كل من المجتهدين المجاهدين و العلماء العاملين, السادة الفضلاء: الشيخ(محمود حسين)بعمره, و الشيخ(ابراهيم مرهج) و الشيخ( حسين أحمد) الذين أفنوا أعمارهم في خدمة العلم, و كرسوا أوقاتهم لنصرة الحق, و بذلوا جهودهم لنشر مبادئ التعليم و محاربة الجهل والأمية, و عملوا ما في وسعهم بكل إقدام و تضحية لأداء رسالة الإصلاح و التهذيب إلى أن استأثر بهم ربهم و نقلهم إلى جواره في دار رحمته.

و كان أول من تجاوب مع فكرتهم النبيلة و أجاب دعوتهم الحقة للنهوض بأبناء هذا الجيل من كبوتهم, و تقبلها بقبول حسن و عمل لها جاهداً, صاحبا الفضيلة, الشيخ (ياسين يونس) و الشيخ (عمران الزاوي) فقد بنى الشيخ (ياسين) في قريته جامعاً تؤدى فيه الصلاة و تتلى من على منبره خطب الجُمع الأعياد, وتعهد بعده هذه النهضة المباركة ولده و حفيده صاحبا السيادة: الشيخ( محمد ياسين) و الشيخ(عبد اللطيف الغانم) غفرا الله لهم جميعاً, و ما زال آل الشيخ يونس يحتفظون بهذا الأثر الطيب و العمل الصالح.

كما بنى الشيخ ( عمران الزاوي) في قريته مسجداً و أجري له في كل يوم جمعة صدقة من ماله الخاص بعد أداء الصلاة, يتفقد الفقير و يبر المسكين و يطعم الجائع.

و تبعه بنوه الكرام السيد الشيخ عبد الرحمن, و الشيخ عبد اللطيف, و الشيخ حمدان, و الشيخ أحمد.

في هذه العادة الحسنة و المزية الطيبة التي كادت تكون ملكة في نفوسهم لا منزح لهم عنها و لا محيد, و ما زالوا يقتسمون ‘جراءها بينهم كل جمعة على واحد منهم إلى أن توفتهم الملائكة طيبين و أحلهم ربهم دار رضوانه.

و من العلماء العاملين لرفع مستوى الشعب العلوي في ذلك الجيل الرهيب صاحب المقام الرفيع الذي من العقوق كتمان فضله و جهاده, فضيلة الشيخ (أحمد علي أحمد) الذي نزح من قرية (القلع) في شرقي قضاء(جبلة) إلى قرية ( البهلولية) و إليها نُسب, ثم غادرها إلى (مزار القطرية) في الجنوب الشرقي لقضاء (اللاذقية) حيث مقره الأخير, عطر الله رمسه.

ذلك العلم الذي رأى أن لا وسيلة نافعة و لا دواء ناجعاً لبراء أدواء العلويين و تحسين أوضاعهم إلا العلم و العلم وحده, هو الكفيل لاستعادة مجدهم المسلوب و العامل الوحيد لانطلاقهم في ميادين المجتمع و انضمامهم إلى عقد نظامه بعد ذلك الانقطاع الطويل, و أدرك بثاقب لبه و نفاذ بصيرته أن حلمه ذاك لا يتحقق إلا بمساعدة الحكومة,و غير خفي على المتأمل ما كان يصل إلى ولاة الأمر من صور مشوهة و أقوال مموهة- عن هذه الفرقة العربية المسلمة- يتعمد اختلاقها و تزييفها المصطادون في الماء العكر, فهاله- بادئ ذي بدء- خطورة الموقف فأحجم ملياً, ثم ما لبث أن دفعه إلى التضحية و الإقدام نبل الغاية و شرف المطلب فأقدم بجرأة و عزم على الاتصال بمتصرف اللواء و قد كان لحسن الحظ وجدانياً محباً للخير فاعله, لا تتغلب على نفسه عوامل التعصب و لا تتحكم بعقله نزعات السياسة, ذلك المتصرف هو المرحوم (ضيا باشا).

و بعد تعرف الشيخ عليه و اجتماعه فيه غير مرة كان في كلها موضع إعجابه و تقديره, بحث معه خلالها حالة العلويين, و تطرق إلى الصور المنقولة عنهم إلى الحكام فأراه كيف شوهها الناقلون, و طلب معونته لإنقاذهم من مخالب الجهل و الأمية المطبقة على أعناقهم, و العمل لرفع مظالم التقولات و الافتراء عنهم ببناء مساجد في قراهم تكون مواضع للصلاة و بالوقت ذاته مدارس للتعليم, فوعده المتصرف خيراً و أرشده إلى مناهج النجح في طلبه و هي تقديم رسالة دينية في بيان الحدود الخمس الإسلامية إلى الباب العالي مرفوعة بطلب فتح اعتماد و تخصيص من ميزانية الدولة لبناء مساجد في الجبل العلوي تقام فيها الصلوات و تعلم فيها الطلبة و يرسل إليها المعلمون على نفقة الحكومة, فأسرع الشيخ أخذاً بإرشادات المتصرف إلى رفع رسالته تلك إلى الباب العالي بواسطة متصرف اللواء الذي ذيلها بالشروح اللازمة لتحقيق غايتها, فقوبلت تلك الرسالة بالرضى و الاستحسان, و نظر إلى الطلب بعين القبول و الاعتبار, و وكل الباب العالي إلى المتصرف قضاء حاجة الشيخ و نجح مطلبه إذا رأى ذلك.

و ما إن وصله الأمر حتى استقبله فرحا و طلب الشيخ إليه و أبلغه قبول طلبه و نجاح فكرته, فعملا معاً لبث روح الثقافة في الجبل و بناء المدارس فيه و قد بلغ عددها ستاً و ثمانين مدرسة بنماذج مساجد, و بعث إليها المعلمين يعلمون فيها بعد أداء الصلوات قراءة القرآن الكريم و حسن الخط و العلوم المتبعة يومئذ, و منح الشيخ حرية القول و العمل فكرّس وقته لخدمة الشعب, ينفخ في أبنائه روح النهضة و يحضهم على طلب العلم و يزرع في نفوسهم بذور الألفة و التحابب و يخوّفهم مغبة التفرقة و الإنقسام, إقالة لهم من عثار الأجيال و نهوضاً بهم من مزالق الذل و الضعة إلى شرفات العزة و الكرامة.

و ما زال هذا العالم العامل يقوم بما وقف له نفسه من الإصلاح إلى أن نقله الله إلى جواره في دار رحمته مع الصالحين.

و بنقلة هذا العالم إلى جوار ربه و انتقال المتصرف المذكور من اللواء عاد الدساسون سيرتهم الأولى و وجدوا ضالتهم في من خلفه من الولاة,و خمدت في الجبل قرائح الطلبة بهمود مثيرها, و نشط رجال الهدم بإثارة فتنة في أوساط العلويين غايتها قتل هذه النهضة المباركة, و قد كاد يقضي عليها, لولا أن تداركها الله بعنايته فقيض لها من تعاهدها من شيوخ الدين الصلحاء, و في طليعتهم المغفور لهما الشيخ

(ناصر الحكيم) المعروف في أوساط هذه الجبال بسماحة خلقه و سجاحة طبعه, المأثور عنه استجابة الدعاء و الإخلاص في العمل, فكان موضع ثقة الشعب و معقد رجاء العافين, و الشيخ (محمد سلمان) المشهود له من سائر معاصريه ببعد النظر في عواقب الأمور, المشهور بالمحافظة على أحكام الشرع الشريف و الذي كان القدوة الصالحة بنزاهة القضاء و الإخلاص في الورع حتى أن المتصرف المذكور آنفاً ائتم به غير مرة و في أكثر من بيت من بيوت الله.

و خلف أولئك الأبرار لنشر دعوة الإصلاح و إعلاء كلمة الحق كثير من رجال الجهاد و الإخلاص, كالسيد(مصطفى السيد) و ابنه (السيد ابراهيم) اللذين كانا حجة يرجع إلى فتاويهما في علم المواريث, و الشيخ (عبد الكريم سعد) المشهور بعدل قضائه و فصل قوله, و الشيخ

( ابراهيم عبد اللطيف ) ذلك الذي كان مطمح آمال المتعلمين و محط رحال القاصدين, فكم ارتاد منزله طلبة العلم من أبناء جبل عامل ومن مختلف الجهات يسارعون إلى التقاط فوائد درره و اكتساب فوائد هو غرره, و الشيخ (عبد الكريم محمد) المعروف بحسن بيانه و حصافة رأيه و عذوبة منطقه و دماثة أخلاقه و جمعه أشتات المفاخر و المآثر, و الشيخ ( يونس حسن رمضان) المشهود له بمعرفة أصول الفقه الشريف و فروعه و العمل بأحكامه, و الشيخ (محمد محمود مصطفى) الطيب الذكر و الأثر الرفيع المكانة بالعلم و الأدب, و غيرهم من علماء ذلك الجيل أصحاب العقول النيرة و الأفكار الوقادة الذين كانوا و ما زالوا أعلاماً وضاءة يهتدي بعلمهم و يقتدى بعملهم.

و إني إذ أشير إلى بعض دعاة اليقظة و قادة الفكر في هذه الفرقة المسلمة, التي عبثت بمقدراتها أيدي الظلم و ألسنة السوء و الفساد أجيالاً طوالا, إن هو إلا اعترافاً بفضل الفضلاء و تشجيعاً على الاقتداء بأعمال المصلحين و إقرارا بحق العالمين العاملين, و في مقدمة أولئك الصلحاء المصلحين الذين تألقت في سماء الجهاد نجومهم و ارتفعت في الهيئة الاجتماعية أسهمهم و نشطت في ميادين الحياة أفكارهم و أبقت للأجيال القادمة أثرا طيباً ألسنتهم و أقلامهم, ( الشيخ سليمان الأحمد) الذي تنخفض همة قولي دون أيسر وصفه, و أقل ما أقول فيه إنه الحائز قصب السبق في النشاط الفكري علماً و أدباً, و العامل لرفع مستوى الشعب الشعوذة و الخرافات, و من مراسلاته مع المجتهد العظيم الشيخ (محمد حسين آل كاشف الغطاء) ومن تعليقاته على الكثير من شروح الدواوين الشعرية لكبار الشراح يستدل على علمه بأصول الكلم و غوصه على درر المعاني و حسبه بينة على سمو مكانته العلمية أن كان عضواً في المجمع العلمي العربي في دمشق, و مجازاً من النجف الأشرف بلقب (مجتهد) و أقيم له في حياته (يوبيل ذهبي) تكريماً له و تقديراً لعلمه و أدبه.

و الشيخ (يعقوب الحسن) المتصف بالصفات الحسنى و الأخلاق الكريمة المثلى ذلك الذي جمع بين العلم و الأدب و له في كليهما تآليف قيمة غنية بدرر ألفاظها و جواهر معانيها.

و الشيخ (صالح ناصر الحكيم) الذي أجمع الشعب على قداسته و ألقي إليه مقاليد أحكامه الفقهية و قل أن يوجد أديب علوي معاصر له لم يمدحه تيمناً بتقواه و تبركاً بدعاه, و كثير غير هؤلاء من رجال الفكر و الأدب و حملة لواء العلم قاموا بأداء رسالات الإصلاح في الشعب خير قيام, فمنهم من استأثر به الله فأحله دار رضوانه, و منهم من لا يزال يواصل جهوده منتظراً رحمة ربه, ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا).

و احسبني لا يعوزني البحث في حاضر العلويين و لا التدليل عليهم و فيهم من العلماء و الأدباء و الأطباء و المحامين و السياسيين و المفكرين و المصلحين من يضيق بنا المقام عن ذكرهم, و لهم من سبقهم في ميدان النشاط الفكري و مضمار التقدم الاجتماعي ما يغني عن تعريفهم, و حسبهم مأثرة تدل عليهم سيرهم بركب الحركة الوطنية فقد صحبوها بشتى مراحلها و رافقوها في جميع أدوارها و كانوا و ما زالوا من أشد أركانها, يعملون مع إخوانهم مخلصي الأمة و قادة نهضتها و بصائر نفاذة لنيل الشعب حريته الغالية و سيادته المنشودة

و لأيهم من أعمالهم أصداء تتناقلها أمواج الأثير لتسجلها في بطون التاريخ و تذيعها الأجيال على مسمع الكون نغماً يطرب لها المجتمع و تهتز لها المشاعر إلى أن تتمثلها صورة ناطقة (لمثل هذا فليعمل العاملون).

لقد عملوا لإنقاذ الشعب من الغرق في أمواج الجهل المتقاذفة به على صخور التباغض الأثيم إذ حملوه في سفينة العلم و ألقوا به إلى شاطئ السلام على ألواح التحابب فتفتحت عيناه لأنوار الحياة الحرة, و أعناق المجتمع إليه مشرأبة و أبصاره إليه شاخصة, و ما إن انتظم في سلكه النضيد بعد طول انفراطه منه حتى أصبح عضواً فعالاً من أعضائه البارزة السلمية, يعمل في حقل دنيا العرب بقوة و إخلاص و عزم و تضحية عمل أي عضو قوي صحيح.

 

 

 

 

 

 

                            خاتمة

 

هذا ما وصل إلى تحصيله فهمي و استطاع جمعه و إثباته قلمي من شتات آثار و مآثر العلويين في الأجيال الغابرة ديناً و أدباً و اجتماعاً مع إيماءة خاطفة إلى حوادث مرت بهم في مراحل حياتهم الماضية أودت بمكانتهم الاجتماعية طوال قرون عديدة و عفت على علومهم و آدابهم إلا قليلا تمرد على العفاء و خلد رغم الكوارث و الحوادث و قد أثبت شيئاً منه و أشرت إشارة خفيفة إلى نهضتهم الحديثة و انتظامهم في سلك المجتمع مشيداً بفضل قادة نهضتهم و باعثي روح اليقظة فيهم آتياً على ذكر أسماء بعضهم معتذراً بضيق المقام عن ذكر الباقين لا هضماً لحقهم و لا غمطاً لفضلهم.

و إني لأرجو أن تكون عجالتي هذه جاءت موفية بالغرض المطلوب و محققة الأمل المنشود و إلا فحسبها أنها لم تكن جرياً وراء عاطفة و لا اندفاعاً في تيار مصلحة بل بريئة من الأغراض الزائفة مترفعة عن الأغراض الزائلة رائدها الانتصار للحق و غايتها إظهار الحقيقية.

و إني لأستميح القراء الكرام العذر عن بساطتها و ضعف تنسيقها و ركاكة أسلوبها و عطلها من حلي لآلئ الألفاظ و عجزها عن الغوص على درر المعاني- و لو لم يتطلب موضوعها ذلك- و أعترف بقصر باعي عن إيفاء موضوعها  التاريخي حقه من استقصاء الحوادث و تمحيص الحقائق و جمع شوارد الأخبار ة الآثار لقلة ما في يدي من مصادر و ضيق اطلاعي على مطولات الكتب وعيي عن معرفة أصول التأليف و الكريم من عذر.

و لي كبير الأمل أن لا تلقى إلا منصفاً كبير النفس حر التفكير يرشد بنزاهة و تحرر إلى مواضع النقص فيها للتدارك ملقياً ستائر صفحه على نوافذ ضعفها, أو يحكم عليها بتجرد و تطهر بعد تروٍ و إمعان, و(حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم).

 

                    مصادر الكتاب

 

1-      القرآن الكريم.

2-      نهج البلاغة, للإمام أمير المؤمنين علي(عليه السلام)

3-      أسرار التأويل في معرفة التنزيل, للقاضي ناصر الدين البيضاوي.

4-      شرح نهج البلاغة, لابن أبي الحديد.

5-      يتيمية الدهر, للثعالبي.

6-      تحف العقول عن آل الرسول, لابن شعبة الحراني.

7-      المراجعات, للسيد عبد الحسين شرف الدين.

8-      الفصول المهمة في تأليف الأمة, للسيد عبد الحسين شرف الدين.

9-      أصل الشيعة و أصولها, للشيخ محمد حسين كاشف الغطاء.

10-  أبو فراس الحمداني, للسيد محسن الأمين.

11-  شرح الشفاء, لشهاب الدين الخفاجي.

12-  الإمام علي صوت العدالة الإنسانية, للأستاذ جورج جرداق.

13-  البداية و النهاية, لأبي الفداء.

14-  العرف الطيب في شرح ديوان أبي الطيب, للشيخ ناصيف اليازجي,

15-  التاريخ الحديث, لعزة النص, جورج حداد, بسام كرد علي.

16-  العلويون من هم و أين هم, للأستاذ منير الشريف.

17-  أقرأ: ابن سينا, للأستاذ عباس محمود العقاد.

18-  أقرأ: سيدة القصور, لعلي الجارم بك.

19-  تاريخ الدولة العربية, لأنور الرفاعي و سعد الدين قواص.

20-  الأعلام, لخير الدين الزركلي.